عن هذه النشرة  |  اتصل بنا 

  محادثة مع السيدة مارغاريت فلينش
(Margaret Flinsch)

مارغاريت فلينش
السيدة مارغاريت فلينش
خريف 2007
صورة: طوني لحود

كانت السيدة فلينش تلميذة للسيد غوردجييف, فقد عملت معه مباشرة في فرنسا وفي الولايات المتحدة. وبعد وفاته عملت مع جان دي سالزمان Jean De Salzman اقرب تلميذة له. وباتت السيدة فلينش أحد قائدي العمل البارزين في مؤسسة غوردجييف في نيويورك, وكانت فعالة فيها حتى آخر أيامها.
لقد قابلتها في ليلة خريفية من سنة 2007 في مدينة نيويورك. وبالرغم من جيلها المتقدم الذي ناهز وقتها المئة عام وضعف جسدها, فقد تحلت من ذاكرة متينة وانتباه قوي. إليكم تلخيص مقابلتي معها.

توفيت السيدة فلينش يوم 16 نيسان سنة 2011, عن عمر يناهز ال103 سنوات.

طوني لحود

ما الذي أثار اهتمامك بفكر السيد غوردجييف, وكيف قابلته بالنهاية؟

صديق قريب لأخي كان قد ذهب إلى البريري La Prieuré [موقع المعهد] وبكونه متأثر جداً من الكتاب الذي كان يكتبه غوردجييف وقتها (حكايات بعلزبول لحفيده) ¹ , تدبر تسلل الجزء المتاح قراءته لمجموعة صغيرة من الأشخاص والتي أنا كنت واحدة منها. وهكذا أتيت عن طريق بعلزبول.

ما هو العامل الذي أدى بكِ لمقابلة السيد غوردجييف؟ وما الذي أدى لمثل هذا القرار؟

كنت ابحث عن أجوبة للتساؤل المتعلق بوفاة أختي التي كانت تكبرني بثلاثة سنوات وبجيل الخامسة عشر سنة فقط عند وفاتها. لماذا وجب عليها أن تموت؟ لم يستطيع احد الإجابة عن هذا التساؤل, ولم تعطني الكنيسة أي أجوبة البتة. فكنت أصغي لقراءة هذا الكتاب برغبة كبيرة لأنني, بطريقة ما, شعرت بان هذا الإنسان عرف حقاً عن الحياة والموت أكثر من الذين كنت أتحدث معهم. وبالتالي, والداي كانوا مدهشين جداً لأنهم أعطوني الأذن والمال لأذهب. ولم يكن هناك المعهد عند ذهابي, فالتلاميذ كانوا قد تركوا ولم يكن هناك أحد سواء أعضاء عائلة السيد غوردجييف وبعض الأشخاص الإنكليزيين.

هل تذكري لقائكِ الأول معه؟

طبعاً. كان جالساً في قهوة في فونتنبلو Fontainebleau مع ثلاثة أشخاص الذين كانوا غريبين بالنسبة لي, فكانوا رجال ذوي لحى من روسيا. كنت قد وجدت طريقي هناك. وبعد ذالك قال لي غوردجييف: "خمسة وسبعون بالمئة أحب, خمسة وعشرون بالمئة أكره". لكنه أذن لي بالحضور. بعد وجودي هناك لبضعة أشهر قال لي بأنه يجب علي أن اذهب إلى البيت, وأنني ابنة سيئة ويجب علي الرجوع إلى والداي. وهكذا أعطاني مواد كثيرة جداً للاعتبار وللتفكير بها. وطبعاً تركت.

لقد كان إنساناً صارماً بهذا الشكل. كان حاداً بهذا المعنى.

لم يكن هناك مجال للرفض. أقواله وجبت أن تكون.

بعضنا ممكن أن يكوِّن رأياً خاطئاً عن مثل هذا التصرف. أعني ها أنتِ قد أتيتِ, وبقيتِ لفترة قصيرة نسبياً؛ وها هو يقول انكِ "ابنة سيئة" ويطلب منك الرجوع إلى والديكِ. كيف ترين هذا النوع من التصرف؟

أظن انه كان يعرف بأنه يوجد لدي التزامات حياة إضافية التي وجب علي أن اعتني بها قبل رجوعي إليه للبقاء لفترة أطول.

ما هي انطباعاتكِ عن العمل معه في هذه الفترة القصيرة؟

لم أعمل معه عندها. أظن بأن ذالك يعطي انطباعاً خاطئاً جداً. عملياً كان يذهب ويبقى في باريس في أيام الأسبوع, ويعود في أيام نهاية الأسبوع حيث كنا نجتمع معه في غرفة الصالون عندما كان يعزف آلته [الهرمونيوم] ويرتجل دي هارتمان De Hartman مع عزفه. هذا كان في ساعات الليل المتأخرة. بعد ذهاب الرجال والنساء إلى الحمام التركي (النساء في ساعات المساء المبكرة والرجال في ساعات المساء المتأخرة, وقت تحضير النساء لوليمة العشاء) وبعد وليمة العشاء المشتركة. لم أريد أن أكون في أي مكان آخر, أردت أن أكون هناك لكنه قال لي انه وجب علي أن أعود. وهكذا بعد وقت ما رجعت ثانية.

إذاً بعد فترة عُدتي وعملتي معه ثانية.      

طبعاً. أقصد أنه عندها بدأت اجتماعات الفرق في نيويورك وأتى السيد أوراج Orage إلى نيويورك.

هل ممكن وصف نظامه العلمي الذي أسماه غوردجييف "الطريق الرابع"؟ ما هو هدفه؟ لمن هذا النظام موجود؟

في الحقيقة إني لم أنضم بسبب الفكر. لقد انضممت بسبب تساؤل هائل عن معنى الحياة, عندما يموت شخص بهذا الجيل الصغير. لم يكن لي اهتمام أن أقرأ كتابات السيد أوسبنسكي Ouspensky, لقد قرأت كتاباته في وقت لاحق بكثير. لم أعرف عن وجود السيد أوسبنسكي فهو لم يكن هناك وكان قد ترك منذ وقت طويل.
    

إذاً لماذا ينضم الشخص؟ للإجابة على الأسئلة التي تشغله عن معنى الحياة؟

لم يكن للإجابة على الأسئلة بل لمحاولة فهم كيفية العمل. فكان "فِعِل" ليس "فِكِر". 

أنتِ تلمسين الجانب الإجرائي للعمل.

لا أرغب في استعمال مثل هذه المصطلحات, بالنسبة لي العمل هو فقط إجرائي.

إذاً بدون التطبيق الإجرائي لا يوجد عمل, بغض النظر عن أي كمية قراءات يقرأها الشخص.

ستكون فلسفة – "تفريغ من الفارغ الى الخالي" - كما كان يقول السيد غوردجييف.  

ما معنى "أن نعمل"؟ كيف يجري التطبيق؟

وما معناه بالنسبة لكَ؟

لم يكن بوسعي التعبير عن جواب لهذا السؤال أبداً.

لكن هل بإمكانك التمييز بين محاولتكَ للعمل وعدم محاولتكَ, عندما تنسى؟

نعم

وما هو الفرق؟

يوجد "طَعْم" مختلف.

نعم, يوجد شيء أكثر حقيقي "للطعم"

قطعاً.

لأنك على صلة مع جهازك العضوي, إنك على صلة مع جسدك. الشيء الآخر محصور هنا (أشارت السيدة فلينش إلى رأسها)

إذاً السيد غوردجييف جلب نظام علمي الذي يشمل الحركات, الموسيقى, والكتابات لدعم هذه الأمنية الشديدة أن نكون على صلة مع جسدنا,  لكي نصل لهذا "الطعم" الأكثر حقيقي من خبراتنا.

رأسي وعقلي هم أيضاً قسم من جهازي العضوي. قد يكون عندي ترابط  (interconnection) فالعمل يلمس جميع أجزائي.

أن أكون على صلة مع جهازي العضوي أو جسدي متعلق بشكل أو بآخر بالانتباه – أي توجيه الانتباه إلى جهازي العضوي, أليس كذالك؟

نعم

في الحياة الاعتيادية لا يسمع الفرد عن فكرة توجيه الانتباه. فهنا في العمل كلمة "انتباه" تأخذ معنى آخر كلياً عن المعنى المعطى لها عادة.

نعم, يظهر أن الانتباه يأتي من مكان مختلف كلياً, بعضه يبقى معنا؛ لكنه شيء وكأنه من بُعدٍ آخر.

تقولين: "بعضه يبقى معنا". انك تصفينه وكأنه مادة. هل هو مادة؟

نعم, يوجد له مادية معينة.

ما هو الفرق بين الحياة بصحبة العمل والحياة بدون العمل.

الحياة تستحوذني في كل الوقت لأنني لا أعمل. نسبياً قلما نعمل. نحن لا نعمل كل الوقت, عندها ماذا يحصل؟ نذهب الى السرير بالليل, نصحوا في الصباح, نذهب إلى شؤننا وهكذا نستمر. نحن مثل الإنسان ألآلي ( "Mr. Robot").   

فماذا يحصل عندما نعمل؟ هل نتوقف من كوننا "الإنسان ألآلي"؟ هل نتحرر من استحواذ الحياة لنا؟

لمدة الوقت الذي أنا قادرة أن أمارسه.

إذاً نحن نصل للنتيجة انه عندما اعمل, أنا اتخذ مسؤلية عن حياتي.

نعم, لكنني غير مسؤلة في أغلب الأوقات لأنني أنسى كل الوقت.

هل ممكن القول أن السيد غوردجييف كان عامل لتذكير تلاميذه؟

لقد جلب عوامل تذكير. لقد جلب أشياء مختلفة لأشخاص مختلفة. لقد عرف ما قد يساعد أشخاص مختلفة.

هل ممكن أن تشاركينا بقصة التي تمثل احد طرقه التي أتت بتلاميذه ليتذكروا؟

طرق كثيرة. كانت هنالك تلميذة مخلصة جداً. انكليزية, الآنسة غوردون Ms. Gordon. كانت تتجول معه في الرحلات التي كان يؤديها سائقاً مع تلاميذه. وفي احد هذه الرحلات, كان في الفندق كلب صغير فاتن الذي نال إعجاب السيد غوردجييف. فخاطبها هامساً: "خذي هذا الكلب وضعيه بالسيارة" وكأنه لا يريد أن يسمعه أحد. فإنذعرت الآنسة لكنها فعلت ما قال لها بالضبط. بعدها, ازدادت أكثر فأكثر أحاسيسها بالأسف ولم تستطيع السكوت أكثر. لا أذكر إذا كانت قد أخذت الكلب من السيارة لترجعه, أو أنها ذهبت لصاحب الفندق وعرضت ان تدفع ثمنه. لكن عندما قابلت صاحب الفندق, انصدمت الآنسة غوردون عندما سمعته يقول: "لكن السيد غوردجييف قد دفع ثمن الكلب".

[بعد فترة سكوت قصيرة استمرت السيدة فلينش]

كان لي صديق اسمه دونالد Donald ليس على قيد الحياة بعد, الذي كان في العمل لفترة طويلة جداً. عندما كان شاباً سمع عن السيد غوردجييف وابد اهتماماً فانضم إلى العمل. في أحد الليالي, كان جالساً على الأرض أمام السيد غوردجييف كما فعلوا جميع الأمريكيون  الشباب. فجأة نظر السيد غوردجييف إليه وانغمر وجهه بكراهية وبشاعة وقال: "إني أكرهك". فإنصدم دونالد وبعدها سأل: "لماذا؟ ماذا فعلت؟" فأجابه السيد غوردجييف: "أكرهك لأنك تكره أمك". وكان ذالك صحيحاً. كيف عرف السيد غوردجييف؟ فحتى ذالك الوقت لم يقابل الأم أبداً. يوجد العديد من القصص حول هذا الشاب؛ أعني أن بعد هذا الحدث استدعى الشاب السيد غوردجييف ليقابل أمه, وتصرف السيد غوردجييف بشكل فظيع مع الأم ليصدمها. لكن ذالك ساعد دونالد.

أتعجب من واقعة اختلاف الأفراد الذين بالعمل. من اختلاف أجيالهم, دياناتهم, منزلتهم الاجتماعية, ثقافتهم, وهلم جر؛ ومع هذا فجميعهم بشكل ما...

مرتبطون بهذا الشيء.

نعم  

لأنه مؤسس على مجهود الفرد, وهذا لا يختلف. لكننا عادةً لا نفكر بإمكانية وجود معلم روحاني الذي يصدم الأشخاص كما فعل السيد غوردجييف كل الوقت, فصدم أشخاص بطرق مختلفة.
لقد أسستُ في سنوات العشرين, وكنت أدير, مدرسة حضانة صغيرة للأطفال في برينستون Princeton. في الحقيقة أنها كانت حضانة, ومع ذالك كانت مدرسة, فتعلموا فيها الأطفال العديد من الأشياء. وخرقنا آداب المعاشرة المقبولة في تلك السنوات ليكون في المدرسة أطفال من جميع القوميات والعناصر. فكانت المربية الرئيسية الزنجية الأولى التي تخرجت من جامعة جونس هوبكينس Johns Hopkins. وكان لدينا كل شيء لتقبل الأطفال بسرور. وبالطبع رفض العديد من الناس هذا رفضاً قاطعاًً, فكان لنا دعماً مادياً من شخص واحد أو أثنين. ما زالت هذه المدرسة فعالة هذه الأيام فيبلغ عمرها الخمسة وسبعون عاماً تقريباً. يوماً ما, قال لي السيد غوردجييف أنه هنالك شخصاً الذي سيكون مفيداً لي جداً. فهبط قلبي. (ضحكت السيدة فلينش) فعرّفني على امرأة عجوز التي تعلمت أن تفعل كل شيء متعلق بتربية الأطفال. في ذالك الوقت, قد كان لنا نظام فعال, ولم نريدها أن تتدخل في فعالية هذا النظام لكننا اتخذناها. فانصدمت من عدة أشياء التي حصلت هناك ولحسن الحظ, في مرحلة معينة, قررت أن تترك. وكان ذالك فرج كبير لأنه كان ذالك قرارها, إذ لم أطردها أنا. هكذا, كان دائماً يضع أمامك صعوبات, ليجبرك أن تتغلب عليها.          

لم يقدم بتوصية أحد الذي كان سيسهل عليكِ الأمور.

بعيداً عن ذالك. بعيداً عن ذالك.
أثناء احد زياراته إلى نيويورك, طلب مني يوماً ما أن آتي إلى فرنسا للعمل بمجهود كبير, وأضاف أن لا أجلب بناتي معي. فذهبت باليوم التالي واشتريت تذاكر سفر لي ولبناتي. وبعدها ذهبت إلى مقهى تشايلدس Child's Café وقلت له: "سيد غوردجييف, أنا قادمة وسوف أجلب معي بناتي الاثنتين". فقال: "برافو". كان لي خبرة عندها, ولم أسمح لمحاولته أن توقفني.      

كان دائماً يمتحن تلاميذه.

دائماً

مارغاريت فلينش
السيدة فلينش (الثانية من الشمال) مع بناتها وغوردجييف
صورة: مارغاريت فلينش

سمعتكِ تقولين مرة انه لجميعنا بحث من نوع واحد أو آخر, لجميعنا يوجد تساؤل. في الحقيقة أنه جميع الناس مشغولون في بحث معين. لكن فقط بعض الناس يقابلون مثل هذا النظام العلمي. 

لا أظن أنكَ تقابله. أظن أنه يجب عليك أن تكون حزين, ومستاء من الأجوبة المألوفة. لذا أظن انه جميع هؤلاء الذين ذهبوا للسيد غوردجييف فقط بدافع الفضول, لم يبقوا. أظن أن العمل هو للأشخاص الذين يبحثون بشكل جدي.
 

في عالم مليء من الفِرَق التي تدّعي بتعاليم السيد غوردجييف, كيف ممكن للشخص أن يجد منظمة صادقة؟ ليست زائفة أو مضللة؟

كيف ممكن لشخص أن يُقدِّر؟ ماذا يوجد عنده الذي بواسطته ممكن أن يقدّر به؟

مع هذا, كيف؟

إذا خُدِع الإنسان فسيُستغفل. وكما قال أحدهم: "أنت لا تستطيع أن تستغفل الجميع كل الوقت". يوجد شيء الذي سيكون له "رنين" حقيقي, أو لا يوجد له. بالنسبة لي, كان هناك شيئاً ذو رنين حقيقي بالطريقة الذي أشار لي إليها السيد غوردجييف إلى طريقِ حياة مختلفة. لم يكن ذالك الفِكَر. يتكلمون الناس عن الفِكر كل الوقت, لأن السيد أوسبنسكي شعبي جداً. فليس الفِكر هي المهمة بل الوقائع.

لا أعلم إذا جلب السيد غوردجييف شيء للعالم أو للمجتمع. لكنني أتقدم للأحداث اليومية بشكل مختلف بسبب العمل. ألا يُعتبر هذا بأنه جلب شيئاً للمجتمع عن طريق الأشخاص الذين يتّبعون تعاليمه؟

هل تفعل ذالك من أجل المجتمع؟ ربما بعضه, من يعلم؟ يجب علينا أن نفهم أنه لمدة معينة, أو ربما لطيلة حياتي بغض النظر عن طولها, أنا بحاجة أن أعمل لنفسي. ليست هذه أنانية, بل وُقود عملي. لا أستطيع أن أعمل من أجل الآخرين, سيكون كذباً, لن يكون صادقاً بأنني أستطيع أن أعمل من أجل ألآخرين.  إذا كان هناك شيئاً من عملي ينادي شخصاً آخر, يجب على هذا الشخص أن يأتي ويعمل لنفسه أيضاً. فعلى سبيل المثال, في حكايات بعلزبول* يجب على الأشياء أن لا تظهر وكأنها وُضِعت بطريقة التي تصدم الناس أو تنفر بهم ليصبحوا محبين للآخرين. يجب على الإنسان أن يصبح أناني مثلاً. شيء من هذا النوع. بسبب تلك الأمنية القوية بأن يتغير شيئاً في نفسي, لا أستطيع أن أضيع وقتي في القلق عن تغذية أطفال بالصين أو العناية بالآخرين وهلم جرة. من ناحية أخرى كان السيد غوردجييف أبوي (patriarchal) إلى حد بعيد بما يتعلق بعناية الشخص لعائلته. هذا كان أحد الأسباب لإرساله لي إلى البيت. كان هنالك حاجة أن أكون هناك.  

إذاً العمل هو فردي على نحو صارم؟

فردي جداً. ومع ذالك, بشكل مثير للانتباه, يرابط (interconnects) أفراد أخرى.

عودة الى الصفحة السابقة



1. السلسلة الأولة: حكايات بعلزبول لحفيده

الرئيسية | مقدمة | الحركات | الموسيقى | كتاباته | قراءات | تلاميذه | عمل المجموعات | خاص بنا

عن هذه النشرة | اتصل بنا

كافة الحقوق محفوظة ©