كلمة المحرر |  عن هذه النشرة  |  اتصل بنا 

 

عودة الى الصفحة السابقة

كلمة المحرر

طوني لحود


        هذه النشرة تسعى إلى تزويد مواد ذات أهمية لأي شخص معني بالتقرب من تعاليم الأيزوتيريك للتطور المنسجم للإنسان بحسب إرشاد جورج إيفانوفيتش غوردجييف. من خلال هذا المصدر المستقل، نسعى إلى التقرب من التعاليم، لتقديم انطباع دقيق عن جوهرها الحقيقي. في السنوات الأخيرة، أصبح اسم غوردجييف مألوفًا، لكن معرفة الطبيعة الحقيقية لتعاليمه ما زالت ضئيلة. بعض أفكاره، المركبة وشاملة الكل، شقّت طريقها إلى الجمهور الواسع، وبما أن الكثير منها قد أخرج عن قرينته وكان نيلها عن طريق مصدر ثانويّ فقد حُرِّفت وأسيء فهمها.

الموادّ المقدّمة في النشرة مرتّبة على النحو التالي:

  • وثائق ’الجيل الأول’. مواد مختارة من كتابات وأقوال غوردجييف, ألحانه الموسيقية, وصور الحركات التي أديت في السنوات المبكرة؛ بالإضافة إلى كتابات أفراد الذين كانوا على صلة مباشرة معه. هذه المواد متوفرة عموماً في صفحات:  المقدمة, الموسيقى, الحركات, وصفحة الحكم.

  • مواد منشورة حصريًّا للنشرة. لقاءات طاقم النشرة بأشخاص لهم علاقة بتعاليم غوردجييف أو به شخصيًّا، بالإضافة إلى مقالات مؤلفة خصيصًا للنشرة من قبل مؤلّفين وكُتّاب ذوي خبرة غنية وشاملة في هذه التعاليم. تتوفر هذه المواد في الصفحة:  خاص بنا.

  • مواد مُعدّة بقلم فريق النشرة. تحتوي على جميع المواد المدروسة والمجموعة. المواد متوفرة في الصفحات:  تلاميذه, كتاباته, قراءات, وعمل المجموعات.

لعلّ هذه المواد تقدّم لقارئها فرصة تذوّق التعاليم بشكل أوّلي، أو تلمّس سطح أفكارها الأساسية، وربما تقدم لمحة باتجاه هذه التعاليم. من ناحية اخرى, نودّ لفت انتباه القرّاء إلى أننا بتعاملنا مع موادّ من هذه الطبيعة، نكون مقيّدين بأدوات محدودة ومُحَدِّدة، ألا وهي أدوات الأدب والترجمة.

ان تعاليم غوردجييف بكُليتها بسيطة في توجيهها نحو بحث مستقل عمّا هو مخفي في أعماق نفس الإنسان. فهي ليست للجميع, بل لهؤلاء الجاهزين لإجراء تقييم لجميع قيمهم من جديد, وللذين يسألون بجدية عن جميع قناعاتهم, معتقداتهم, وآرائهم عن أنفسهم برمّتها وعن المعايير الأخلاقية التي يتّبعونها. وهي، أيضًا، لهؤلاء الذين يسألون بإصرار عن الوقائع من حولهم والتي لديهم بشأنها مفاهيم غير متزعزعة.ان التعاليم تدعو الشخص أن يكفِّل نفسه عملياً في البحث, من دون الانجراف وراء، أو متابعة شخص, أو مَثلْ أعلى, أو عقيدة, أو أيديولوجيا. فالتعاليم تكوِّن الشروط الملائمة والمؤيِّدة للأيقاظ, ومن المحتمل أن تقود نحو استقلال حقيقي وحرية باطنية. كما أنها توفر مصدرًا دائمًا من الإرشاد على درب البحث الباطني الإجرائي.

ان الأدب لا يكفي لهذا النوع من التولّي, ولا يمكن استعمال الأدب وحده لنقل فِكَر من هذه الطبيعة, فهو لا يوفر منصة مصقولة بشكل كاف لتشمل تركيب هذه التعاليم أو تعدد أبعادها. من الممكن للمواد المنشورة هنا أن تسمح للقارئ أن يلمس السطح الخارجي لهذه التعاليم, لكن لا يمكن لقراءة حتى ألف كتاب وكتاب عنها أن تصل بالقارئ إلى فهم حقيقي. فالقراءة لا تقدم فرصة حقيقية للأجزاء الأخرى من وجود الفرد أن تلعب دوراً فعالاً في محاولة الحصول على فهم حقيقيّ. من خلال القراءة, تبقى هذه الأجزاء غير مستغلة وفي حالة خمول, وبالتالي يبقى الفهم المُكتَسَب غير كامل.

أدب هذه التعاليم هو عنصر واحد فقط من كامل شامل. لكي نعرض بعض جوانب هذه التعاليم, نقوم بإمعان باختيار المواد من مصادر أدبية تابعة للتعاليم وعنها. لكن, من الجدير بالذكر أن الهيئة التي من خلالها ننقلها ستكون دائماً أقل من الشيء نفسه.

هناك نقطة مهمة إضافية هي أن لغة التعاليم هي لغة جديدة بالكامل. هذه اللغة الجديدة تحتوي على مصطلحات معينة من الممكن أن تكون مألوفة لقارئها, لكنها في سياق التعاليم تتخذ معنى جديداً بالكامل. بالإضافة إلى ذلك, نحن جميعًا معتادون على ألحاننا القديمة, وعلى مقاصدنا القديمة, وعلى تفسير ما هو جديد باستعمال ما نعرفه مسبقاً, فمن الطبيعي أن لا يكون لنا مفر غير أن نأتي بمفاهيمنا الشخصية بشكل سريع عن هذه المصطلحات. لذلك, ستكون خطوة حكيمة إذا تقربنا من هذه اللغة كلغة غير معهودة لنا من قبل. ربما من المناسب أن نذكر هنا, أننا لا نسأل عادة عن معاني أبسط المصطلحات التي نستعملها باستمرار. هذه النقاط الأساسية هي بعض الأسباب التي تجعلنا لا نحاول في هذه النشرة أن نفسّر بالتفصيل أيًّا من فِكَر التعاليم.

قد يصل القارئ، بعد قراءة بعض ما هو منشور هنا، إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن اعتبار هذه النشرة بمثابة , "مجهود أدبي", وهي أيضًا ليست "تسلية فكرية\فلسفية". اللغة المستعملة فيها بعيدة عن التزمّت ألأكاديمي, وهي أقرب إلى المنطق الإنساني.

في ضوء ما فسرناه حتى الآن, لعل القارئ قد استنتج أنه من ممكن لترجمة مواد مكتوبة من هذه الطبيعة إلى اللغة العربية أن تضيف بلبلة إضافية, خصوصاً بسبب الواقعة أنه غير فتات موزعة هنا وهناك, لا توجد ترجمات جدية منشورة عن تعاليم غوردجييف, ولذلك كان لا بد من اختيار مصطلحات جديدة بالكامل بشكل حذر وبإمعان. وعلى ذلك, في عملية الترجمة نبذل جهوداً للحفاظ على أساليب الكُتّاب, وتوجيههم الأدبي في ما أرادوا أن يعبّروا عنه, وصون فحوى ما كتبوا وفقاً للواقع. لقد أجرينا لكل مصطلح رئيسي بحثاً في المصادر عن جميع المرادفات المحتملة, واستعملنا ما استطعنا أن نراه الأنسب في سياق التعاليم إجمالاً, وفي الفقرة الأدبية التابع لها. وبسبب عدم وجود مواد مترجمة لأي من كتب التعاليم, قمنا بترجمة عناوين الكتب بشكل حر حسب ما وجدناه ملائماً.

من المحتمل أن القارئ على علم بمعرفة أخرى من طبيعة أيزوتيريكية, أو أن يكون محسن الإطِّلاع على نظم إيزوتيريكية أخرى. فالمعرفة من الطبيعة الأيزوتيريكية غير محصورة بتعاليم غوردجييف. من الممكن لبعض الفكر الواردة هنا أن تتذبذب مع فكر من تراثات أو تقاليد أخرى. ومن الممكن لها بشكل غير مقصود أن تتقرب من معتقدات القارئ أو أيمانه, أو حتى أن تتناقض معها. مع ذلك، نرجو من القارئ أن ينتبه إلى حقيقة أنه في حال حصول ذلك, فهو لم يحصل عن قصد, لأننا لا نهدف أن نتقرب من أي تراث أو حضارة أو تعاليم, سوى تعاليم غوردجييف. إنّ تعاليمه كاملة ومستقلة وداعمة لنفسها, وفي هذه النشرة نركز عليها بوجه حصري.

جورج إيفانوفيتش غوردجييف كان من أحيَ هذه التعاليم, ولا يمكن فصلها عنه. ونحن نكنّ له أعمق التقدير والاحترام، وخلاصة جوهر ما نعرضه هنا نحن مدينون له مع خالص احترامنا. مع ذالك, لا نقصد من خلال هذه النشرة أن نضع غوردجييف الشخص بمكانة سامية أو أن نرفع من شأن اسمه؛ بالنسبة لنا, من الواضح أن غوردجييف لم يسعى وراء مثل هذا الهدف. هذه النشرة لا تذكر أسمه كغاية ناهية.


عودة الى الصفحة السابقة

 

الرئيسية | مقدمة | الحركات | الموسيقى | كتاباته | قرائات | تلاميذه | عمل الفِرَق | خاص بنا

عن هذه النشرة | اتصل بنا

كافة الحقوق محفوظة ©