عن هذه النشرة  |  اتصل بنا 

عودة الى الصفحة السابقة

مقتبسات مختارة من

محادثات وكتابات ج. إ. غوردجييف

عن العلوم وعلم النفس - عن الفلسفة والدين - عن الفن, الموسيقى, والحركة


"أطلب منكم أن لا تصدقوا أي شيء لم  تستطيعوا أن تُؤكدوا صحته بنفسكم."

نظرات  من العالم الحقيقي  ص. 78




العلوم وعلم النفس


"كل فرع علمي يسعى لدرس ولتأسيس لغة دقيقة لذاته. ولكن لا يوجد لغة عالمية... من أجل فهم دقيق هنالك حاجة للغة دقيقة... هذه اللغة الجديدة... تبني أساس مبنى الحديث على مبدأ جديد, أعني, مبدأ النسبية ؛ أي إنها تُدخِل مبدأ النسبية لكل المفاهيم وبالتالي تمكن من تحديد مضبوط لزاوية الفكر... الميزة الأساسية لهذه اللغة الجديدة هي أن جميع الفِكر تتركز حول فكرة واحدة, أي, تُأخذ هذه الفِكر بعلاقاتها المتبادلة من وجهة نظر فكرة واحدة. هذه الفكرة هي فكرة التطّور... بمفهوم تطورٍ واعي وإختياري."

في البحث عن الخارق  ص. 70

"إذا ساعدت الآخرين سوف تُساعد, ربما غداً ربما خلال مئة عام, ولكن سوف تُساعد, على الطبيعة دفع الدين...إنه قانون رياضي وكل الحياة رياضيات. "

البريري, 12 آب 1924
نظرات من العالم الحقيقي ص. 194

" إمكانيات الإنسان عظيمة جداً, لا يمكنك أن تتصور حتى خيال لما يستطيع الإنسان البلوغ إليه. لكن لا شيء ممكن الوصول إليه بالنوم. في وعي الإنسان النائم, أوهامه, "أحلامه" ممتزجة مع الواقع. فهو يعيش في عالم ذاتي ولا يمكنه الفرار منه أبداً. هذا هو السبب الذي من أجله لا يستطيع أن يستعمل كل القوى التي يمتلكها, ويعيش دائماً في جزء صغير فقط من نفسه. لقد قيل من قبل أن دراسة-النفس ومشاهدة-النفس, إذا أديت بشكل سليم تُصل الإنسان إلى إدراك الواقعة بأن هنالك شيء خاطئ في آلته ووظائفه في حالهم العادي. يدرك الإنسان أن نومه هو بالضبط السبب الذي من أجله يعيش ويدور في جزء صغير من نفسه. لهذا السبب تماماً تبقى الأغلبية الكُبرى من إمكانياته غير محققة, والأغلبية الكُبرى من طاقته غير مستعملة. يشعر الإنسان أنه لا يحصل من الحياة كل ما تستطيع إعطائه, وأنه يخفق في عمل ذالك نظراً لخلل محدد في وظائف آلته, في جهازه المستقبِل [receiving apparatus]. ففكرة دراسة-النفس تنال معنى جديد في نظره. فيشعر بأنه ربما لا يستحق حتى إنفاق الوقت على دراسة نفسه كما هو الآن. بل يرى كل وظيفة كما هي الآن بالإضافة لما يمكن أو يوجب عليها أن تكون. مشاهدة-النفس توصل الإنسان لإدراك ضرورة تغيير-النفس. وبمشاهدة نفسه يلاحظ الإنسان أن مشاهدة-النفس بحد ذاتها تجلب تغييرات معينة في سير عملياته الداخلية. فيبدأ بالفهم أن مشاهدة-النفس ما هي إلا أداة لتغيير-النفس, وسيلة للأيقاظ. عبر مشاهدة نفسه فهو, إذا جاز التعبير, يرمي شعاع ضوء على عملياته الداخلية التي حتى تلك اللحظة عملت في ظلام دامس. وتحت تأثير هذا الضوء تبدأ العمليات ذاتها بالتغيير. هنالك تعدد كبير من العمليات الكيميائية التي ممكن أن تحدث فقط بانعدام الضوء. بالضبط, بنفس الطريقة ممكن للعديد من العمليات النفسية أن تحدث في الظلام فقط. ممكن حتى لضوء وعي ضعيف أن يكون كافٍ لتغيير تام في سلوك العملية, بينما ويجعل العديد منها مستحيلة كلياً. لعملياتنا النفسية الداخلية (خيميائنا الداخلية) [ inner alchemy] العديد من المشترك مع تلك العمليات الكيميائية التي فيها يغير الضوء سلوك العملية, فهم يخضعوا لقوانين مماثلة. "

في البحث عن الخارق ص. 145-146
(ترجمة سوسن لحود)

 

"بالمعرفة الصحيحة يوجب أن تتقدم دراسة الإنسان بخطوط متوازية مع دراسة العالم, ويجب على دراسة العالم أن تجري موازية لدراسة الإنسان. القوانين نفسها في جميع الاماكن, في العالم وفي الإنسان. عندما نبرع في مباديء أي قانون يجب علينا أن نبحث عن تعبيره  في العالم وفي الإنسان في وقت واحد... هذه الدراسة المتوازية للعالم وللإنسان تُظهر للطالب الوحدة الأساسية لكل شيء وتساعده ليجد مماثلة في ظواهر من مراتب مختلفة."

  في البحث عن الخارق  ص. 122

 

"بما أن كل شيء في الكون واحد, هكذا, بناء على ذالك, لكل شيء حقوق متساوية, لذالك من وجهة النظر هذه ممكن إكتساب المعرفة بواسطة دراسة كاملة ومناسبة, حيثما كانت نقطة البداية. لكن يجب على الفرد أن يعرف كيف "يدرس". الأقرب إلينا هو الإنسان؛ وأنت الأقرب لنفسك من أي إنسان آخر. إبدأ بدراسة نفسك؛ تذكر القول " إعرف نفسك."

  نظرات من العالم الحقيقي  ص. 25


"ولكن المعرفة الموضوعية, بما فيها فكرة الوحدة, تتبع للوعي الموضوعي. عندما يلمس الوعي الشخصي الأشكال المُعبرة عن هذه المعرفة فأنه يشوهها حتماً, وبدلاً من الحقيقة, تُنتج أوهام. بالوعي الموضوعي ممكن أن نرى ونشعر وحدة كل شيء. ولكن بالوعي الشخصي يتشعب العالم لملايين الظواهر المنفصلة وغير المُرتبطة. محاولات لربط هذه الظواهر لترتيب جهاز معين بطريقة علمية أو فلسفية لا يأتي بأي نتيجة لأن الانسان لا يستطيع أن يعيد بناء فكرة الوحدة الكاملة بواسطة البدء بحقائق منفصلة, ولا يستطيع تنبؤ مبادئ انقسام الوحدة الكاملة بدون معرفة القوانين التي يستند عليها هذا الانقسام. "

في البحث عن الخارق  ص. 279

 

"كل ظاهرة, على أيما مستوى وبأيما عالم ممكن أن تحدث, من الظواهر الجزيئية إلى الكونية, هي نتيجة لاتحاد أو لمقابلة ثلاث قوات مختلفة ومتضادة. أدرك الفكر المعاصر وجود قوتين وضرورية هاتين القوتين لإنتاج ظاهرة: قوة ومقاومة, مغنطيسية ايجابية وسلبية,  تيار كهربائي أيجابي وسلبي, خلاية ذكرية وأُنثوية, وهلم جراً. ولكنه لا يميز حتى هذه القوتين دائماً وفي كل شيء. وعن الثالثة لم يُطرح أي سؤال أبداً, أو إذا طُرح فبصعوبة سُمِع."

  في البحث عن الخارق  ص. 77

عودة إلى بداية الصفحة

 

"كل هذا وأشياء عديدة أخرى يمكن تفسيرها فقط بمساعدة قانون المجموعات الثمانية ¹ [law of octaves] سوياً مع فهم دور وأهمية ‘الفواصل‘ [intervals] التي تؤدي إلى تغيير جريان تطور القوة باستمرار, ليمتد بشكل متكسر, ليدور, ليصبح ‘معاكساً لنفسه‘ وهلم جراً.
يمكننا أن نلاحظ مثل هذا السير للأشياء, أي تغيير الاتجاه, في كل شيء. بعد فترة معينة من النشاط المفعم بالحيوية أو من شعور قوي, أو فهم صحيح يحدث رد فعل, يصبح العمل مضجراً ومتعباً, لحظات من الإرهاق وعدم الأهمية تدخل المشاعر؛ بدل من التفكير الصحيح يبدأ البحث عن تسوية مذلة: إخماد, تجنب المشاكل الصعبة. لكن الجريان يستمر بالتطور مع أنه الآن ليس بنفس الاتجاه الذي بدأ به. يصبح العمل آلياً, يصبح الشعور أضعف فأضعف, ينحدر الى مستوى أحداث اليوم العادية؛ يصبح الفكر عقائدياً, حرفياً. كل شيء يواصل بهذا الإتجاه لفترة زمنية معينة, عندها مرة أخرى يوجد رد فعل, توقف مرة أخرى, انحراف مرة أخرى. ممكن لتطور القوة أن تستمر ولكن العمل  الذي بدأ بحمية شديدة وبتحمس أصبح إلزامياً وإجراء شكلي غير مفيد؛ عدد من العناصر الغريبة كلياً دخلت المشاعر- بعين اعتبار, إغاظة, مضايقة, عداء؛ يدور الفكر بدائرة, ليكرر ما كان معروفاً من قبل, والطريق خارجاً التي وُجدت سابقاً تصبح ضائعة أكثر فأكثر.
نفس الشيء يحصل في جميع ميادين فعاليات المرء. في الأدب, في العلم, في الفن, في الفلسفة, في الدين, في الفرد وفوق الكل في الحياة الاجتماعية والسياسية, يمكن أن نلاحظ كيف ينحرف جريان تطور القوات عن اتجاهه الأصلي, ليأخذ, بعد فترة زمن معينة, اتجاه معاكس بكل ما في الكلمة من معنى, ومع ذالك لا يزال مُحافظاً على اسمه السابق."

   في البحث عن الخارق  ص. 129

 

"تطور المرء [the evolution of man] يمكن ان يؤخذ كتطور داخلي للقدرات والإمكانيات التي لا تتطور بذاتها أي بشكل آليْ. فقط هذا النوع من التطور, فقط هذا النوع من النمو, يشير إلى التطور الحقيقي للإنسان. لا يوجد ولا يمكن أن يكون أي نوع ٍ آخر من التطور."

  في البحث عن الخارق  ص.56

 

" في الحديث عن التطور من الضروري أن نفهم من البداية أنه لا يوجد تطور آلي ممكن. تطور المرء هو تطور وعيه. ولا يمكن ‘للوعي‘ أن ينشأ بشكل لا واع ٍ.  تطور المرء هو تطور إرادته, ولا يمكن ‘للإرادة‘ أن تنشأ  لا إراديا ً. تطور المرء هو تطور قوة الفعل, ولا يمكن ‘للفعل‘ أن يكون نتيجة للأشياء التي ‘تحصل‘."

  في البحث عن الخارق  ص.58

 

"هناك خطان على طولهما يتقدم تطور المرء, خط المعرفة[knowledge] وخط الوجود [being]. في النمو الصحيح ينمو خط المعرفة وخط الوجود في وقت واحد, بشكل متواز, ويعاون الواحد الآخر. لكن إذا تقدم  خط المعرفة عن خط الوجود بكثير, أو إذا تقدم خط الوجود عن خط المعرفة, يتقدم تطور المرء على نحو خاطيء, وعاجلا ً أم آجلا ً بالضرورة يصل إلى توقف تام."

  في البحث عن الخارق  ص. 64

 

"يفهمون الناس ما معنى ’معرفة’. ويفهمون إمكانية وجود مستويات مختلفة من المعرفة. يفهمون أن معرفة تستطيع أن تكون أقل أو أكثر, أعني, من جودة واحدة أو من جودة أخرى. لكنهم لا يفهمون هذا بالنسبة ’للوجود’. ’وجود’ [being] بالنسبة لهم, يعني فقط ’وجود’ [existence] والذي عكسه مجرد ’عدم وجود’[non-existence] . لا يفهمون أن الوجود قد يكون من مستويات وفئات مختلفة. خذ على سبيل المثال وجود معدن ووجود نبتة. إنه وجود مختلف. وجود نبتة ووجود حيوان هو وجود مختلف مرة أخرى.وجود حيوان ووجود إنسان هو وجود مختلف. لكن ممكن لوجود شخصين أن يختلف الواحد عن الآخر أكثر من وجود معدن ووجود حيوان. هذا بالضبط ما لا يفهمه الناس. وهم لا يفهمون أن المعرفة تعتمد على الوجود. ليس فقط أنهم لا يفهمون هذه الأخيرة ولكنهم بالتأكيد لا يتمنون أن يفهموها. وبالأخص في الحضارة الغربية فأنه من المعتبر أن يمتلك المرء على معرفة كبيرة, على سبيل المثال ممكن أن يكون عالِماً قادراً, يُحدث اكتشافات, يقدم العِلم, وبنفس الوقت ممكن أن يكون, وعنده الحق أن يكون مخلوق تافهاً, أنانياً, يثير اعتراضات تافهة, حقير, حسوداً, فارغاً, ساذجاً, وشارد الذهن. يظهر أنه يمكن الأخذ بعين ألاعتبار هنا, أن وجب على البروفسور أن ينسى شمسيته دائما ً في كل مكان."

  في البحث عن الخارق  ص. 65

عودة إلى بداية الصفحة

 

"ان قوة تغيير النفس لا تقع في العقل بل في الجسد وفي المشاعر. غير أنه, للأسف, جسدنا ومشاعرنا مؤسسة بشكل لا تبالي فيه بشيء ما دامت فرحة. فهم يعيشون من أجل اللحظة وذاكرتهم قصيرة. فقط العقل يعيش من أجل الغد. لكلٍ مميزاته الخاصة. ميزة العقل أنه ينظر إلى ألأمام. لكن فقط الاثنان الآخران يستطيعان أن "يفعلا"."

  نظرات من العالم الحقيقي  ص. 230

"خلال فترة السنة لمشاهداتي الخاصة لجميع إظهاراتهم وإدراكاتهم الحسية, أوضحت لنفسي بشكل قاطع أنه رغم أن العوامل للنشوء بوجودهم وجود-الحوافز المقدسة من ألأيمان, ألأمل والمحبة أصبحت فاسدة في كائنات هذا الكوكب, مع هذا, العامل الذي وجب عليه أن ينشئ ذالك الوجود- الحافز الذي عليه مؤسسة عامة ً كامل نفسية الكائنات لنظام ثلاثية العقول, والحافز المسمى ضمير-  متجرد, لم يهزل بهم بعد, بل يبقى بوجودهم بحالته الأصلية تقريباً."

  حكايات بعلزبول  ص. 359

 

"النفسية العامة للمرء في شكلها الدقيق تعتبر أن تكون النتيجة المطابقة لهذه العوالم الثلاث المستقلة.
الأول هو العالم الخارجي - بكلماتٍ أُخرى, كل شيء موجود خارج المرء, ما يستطيع أن يرى ويشعر, بالإضافة إلى المخفي عنه وغير المدرك له.
الثاني هو العالم الداخلي - بكلماتٍ أُخرى, جميع العمليات الذاتية الحركة المتعلقة بطبيعته, والانعكاسات الآلية لهذه العمليات.
العالم الثالث هو عالمه خاصته غير المعتمد على "عالمه الخارجي" أو على "عالمه الداخلي" ؛ أي أنه مستقل من نزوات العمليات المتدفقة به, وأيضاً من العيوب بهذه العمليات المؤدية لها.
المرء الذي لم يستول على عالمه خاصته, لا يستطيع أبداً أن يفعل أي شيء من مبادرته: جميع فعالياته "مُنجزة" به. فقط ذاك يستطيع أن يملك مبادرته خاصته للادراكات والاظهارات التي بحضوره العام هناك تكونت, بطريقة مستقلة ومقصودة, العوامل الضرورية لعمل هذا العالم الثالث."

  الحياة حقيقية فقط عندما "أكون"  ص. 172-173 

 

"أحد أخطاء الإنسان المهمة, التي يجب تذكرها, هي خياله بما يتعلق بالأنا خاصته.
الإنسان كما نعرفه, ’الإنسان-آلة’, الإنسان الذي لا يستطيع أن ’يفعل’, الذي معه ومن خلاله كل شيء ’يحصل’, لا يستطيع أن يكون له أنا مفرد ودائم. الأنا خاصته يتغير بسرعة كسرعة تغيير أفكاره, مشاعره, ومزاجاته, ويخطئ خطأ عويصاً عندما يعتبر ذاته دائماً أنه واحد ونفس الشخص؛ في الواقع أنه دائماً شخص مختلف, ليس نفس الشخص الذي كان قبل دقائق.
لا يوجد للإنسان أنا دائم وغير متغير. كل فكرة, كل مزاج, كل رغبة, كل إحساس يقول ’أنا’. وفي كل حالة يظهر أنه يُعتبَر صحيحاً أنه هذا الأنا ينتمي للكل, للإنسان برمته, وأنه فكرة واحدة, رغبة واحدة, أو مقت, يُعَبَروا من قبل هذا الكل. في الواقعة الحقيقية لا يوجد أي أساسٍ لهذا الادعاء. كل فكرة ورغبة للإنسان تظهر وتحيى بشكل منفرد ومستقل عن الكل. والكل لا يعبر عن نفسه أبداً, لسبب بسيط أنه موجود, في حد ذاته, فقط مادياً كشيء, وبالمجرد كفكرة. لا يوجد للإنسان أنا فردي. ولكن يوجد, بدلاً من ذالك, مئات وآلاف من أنايات صغيرة متفرقة, وعادة غير معروفة الواحدة للأخرى تماماً, لا تكون على اتصال أبداً, أو, على العكس, فهي معادية الواحدة للأخرى, منعية [exclusive] بشكل متبادل ومتضاربة. في كل دقيقة, في كل لحظة, يقول أو يظن الإنسان ’أنا’. وبكل مرة الأنا خاصته مختلف. فقط الآن كانت فكرة, الآن رغبة, الآن إحساس, الآن فكرة أخرى ,بشكل لا نهائي. ألإنسان تعدد. اسم الإنسان فَيْلَق."

  في البحث عن الخارق  ص. 59

 

"حاول أن تفهم أنه ما تسميه عادة "بالأنا" انه ليس أنا؛ يوجد العديد من "الأنايات" ولكل "أنا" توجد أُمنية مختلفة. حاول أن تُؤكد صحة هذا. انك تتمنى أن تتغير, لكن أي جزء منك يملك هذه الأمنية؟ عدة أجزاء منك تريد عدة أشياء, لكن جزءاً واحداً حقيقي. من المفيد جداً لك أن تحاول أن تكون صادقاً [sincere] مع نفسك. الصدق هو المفتاح الذي سوف يفتح الباب الذي من خلاله سوف ترى أجزاءك المنفردة, وسوف ترى شيئاً جديداً. يجب عليك أن تواصل المحاولة أن تكون صادقاً. كل يوم تلبس قناعاً, ويجب عليك أن تقلعه تدريجياً."

نظرات من العالم الحقيقي  ص. 248

 

"قبل أن أواصل, أعتبر التفسير بدقة للمصطلح ’رجل استثنائي’ شيئاً ضروري, بما إن جميع المصطلحات لنظريات معينة مفهومة دائماً بإدراك نسبي للناس المعاصرة, أي بإدراك شخصي بشكل تام... من وجهة نظري, يمكن أن يُلقب بالرجُل الاستثنائي هو الذي يبرز عن الذين من حوله بدهاء عقله, والذي يعرف كيف يكون كابحاً للإظهارات الصادرة عن طبيعته, بنفس الوقت يؤدي سلوكه بشكل عادل وبشكل قادر على تحمل ضعف الآخرين."

  لقاءات مع رجال استثنائيين  ص. 31

عودة إلى بداية الصفحة



فلسفة ودين


"هنالك عقول مُتسائلة, تتشوق لحقيقة القلب, تبحث عنها , تكافح لتحل المشاكل التي تفرضها الحياة, تحاول التغلغل إلى جوهر الاشياء والظواهر والتغلغل في ذواتها. إذا ادرك المرء وفكر على نحو سليم, دون الاهتمام للسبيل المتخذ لحل هذه المشاكل, فمن المحتوم أن يعود إلى نفسه, ليبدأ بحل المشكلة التي هي هو وما هو مكانه في العالم المحيط به, فمن غير هذه المعرفه, لن تكون له نقطة مركزية في بحثه. كلمات سُقراط ’اعرف نفسك’ باقية لكل أولئك الباحثين عن معرفة حقيقية ووجود [being]."

   نظرات من العالم الحقيقي  ص. 43

 

"التحرر يقود للتحرر.
هذه هي أول كلمات الحقيقة- ليست حقيقة بعلامة إقتباس, ولكن حقيقة بالمعنى الصحيح للكلمة؛ الحقيقة التي هي ليست مجرد كلمة, ليست ببساطة كلمة, ولكن حقيقة يمكن إدراكها بالممارسة. المعنى من وراء هذه الكلمات من الممكن تفسيره كالأتي:
التحرر يعني ذلك التحرر الذي هو هدف جميع المدارس, جميع الديانات في كل ألأزمنة.
هذا التحرر من الممكن حقا أن يكون عظيما جدا. جميع الناس يرغبونه ويسعون إليه. ولكن ليس من الممكن نيله من غير التحرر ألأول, تحرر أصغر. ألتحرر ألعظيم هو ألتحرر من تأثيرات خارجة عنا. ألتحرر ألأصغر, هو التحرر من التأثيرات ألباطنية."

  نظرات من العالم الحقيقي  ص. 274

 

"ألدين عمل؛ المرء ليس فقط يفكر دينه أو يشعره, هو 'يعيش' دينه بقدر مستطاعه, وإلا فهذا ليس ديناً بل وهماً أو فلسفة. سواء أعجبه أم لا فهو يظهر موقفه من الدين بواسطة أعماله وباستطاعته أن يظهر موقفه فقط بواسطة أعماله. لذالك إذا كانت أعماله مناقضة للأعمال المرغوب بها من قبل دين مفترض فليس باستطاعته أن يؤكد انتماءه لذلك الدين."

  في البحث عن الخارق  ص. 299 

 

"يجب على المرء أن يتعلم الصلاة, كما يتعلم كل شيء آ خر. كل من يعرف كيف يصلي وبإمكانه أن يركز في الطريقة المناسبة, يمكن لصلاته أن تعطي نتائج. ولكن يجب أن نفهم بأنه هنالك صلوات مختلفة ونتائجها مختلفة. هذا معروف حتى من طقس مقدس عادي. ولكن عندما نتكلم عن صلاة وعن نتائج الصلاة فنحن نوحي إلى نوع واحد من الصلاة- توسل, أو نظن بأن التوسل يمكن أن يتحد مع جميع أنواع ألصلوات ألأخرى.هذا طبعاً غير صحيحاً. لأغلب أنواع الصلوات لا يوجد أي شيء مشترك مع التوسلات. أنا أتكلم عن صلوات قديمة؛ العديد منها أقدم من المسيحية. هذه الصلوات, على حد التعبير, هي اختصارات للنقاط الأساسية؛ عن طريق تكرارها جهاراً أو لنفسه, يسعى المرء بأن يختبر ما فيها وما في كل محتوياتها في عقله وشعوره."

  في البحث عن الخارق  ص. 300

 

"طُبعت الوصية في ذهني منذ طفولتي, تُلزم بان "أسمى هدف ومعنى لحياة الإنسان هو المكافحة لإحراز الخير لجاره", وهذا ممكن على وجه الحصر فقط عن طريق التنازل المدرك عن الخير خاصته."

  حكايات بعلزبول   ص. 1186

 

"لقد بدأت حينئذ جميع كائنات هذا الكوكب بالعمل لكي تحصل في وعيهم على الوظيفة المقدسة الضمير الأصيل, ومن أجل هذا الهدف, كما في كل مكان في الكون, فهم أحيلوا بداخلهم بما يسمى "مكافحات- وجود - إلزامية" والتي تتألف من الخمسة الآتية أي:
الكفاح الأول: الحصول بوجودهم - كيانهم الاعتيادي كل شيء مُرضي وضروري حقاً لجسمهم الكوكبي.
الكفاح الثاني:  الحصول على حاجة غريزية دائمة غير واهنة للكمال النفسي بمعنى وجودي.
الكفاح الثالث: الكفاح الواعي لمعرفة قوانين خلق- العالم وصيان-العالم.
الكفاح الرابع: الكفاح منذ بداية وجودهم للدفع عوضاً عن نشأتهم وفرديتهم بالسرعة الممكنة, من أجل أن يكونوا بعدئذ أحرارا للتخفيف قدر الإمكان من أسى أبينا العام.
والخامس: الكفاح الدائم لمساعدة الكائنات الأخرى أي هؤلاء المشابهين للمرء وذوي الأشكال الأخرى, للاستكمال الأكثر سرعة حتى درجة "المرتفوتاي" أي لدرجة فردية-الذات."

حكايات بعلزبول  .ص 385-386

 

"من الصعب جداً تفسير ما يحصل داخلي عندما أرى أو أسمع أي شيء جليل الذي لا يسمح لأي شك بأنه منبثق عن تحقق خالقنا مبدعنا. كل مرة, تنهمر دموعي وحدها. أبكي, أعني, أنها تبكي في داخلي, ليس حزناً, بل رقةً وحناناً . أصبحتُ هكذا, تدريجياً, بعد لقائي بالأب جيوفاني...
بعد هذا اللقاء أصبح كل عالمي الداخلي والخارجي مختلفاً تماماً بالنسبة لي. في الآراء الواضحة التي كانت قد ترسخت في ذاتي طوال حياتي, جرى كأنما لوحده, تقييم جديد لجميع القيم . قبل هذا اللقاء, كنت شخصاً مستغرقاً كلياً في مصالحي وملذاتي الشخصية, وأيضاً في مصالح وملذات أولادي. كنت مشغولاً دائماً بالتفكير عن كيفية إرضاء حاجياتي وحاجيات أولادي على أحسن وجه.
سابقاً, يمكن القول,تملك حب الذات كياني كله. جميع إظهاراتي وتجاربي نتجت عن غروري. اللقاء بالأب جيوفاني قتل كل هذا, ومنذ ذلك الوقت نهض بي تدريجياً ذالك "الشيء" الذي نقل بكلي إلى الاقتناع غير المهتز, بأنه بعيداً عن غرور الحياة هنالك "شيء آخر" موجود الذي يجب أن يكون هدفاً ومثالاً أعلى لكل شخص مفكر لحد قريب أو بعيد, وهذا الشيء الآخر هو الشيء الوحيد الذي قد يسعد المرء حقاً ويعطيه قيماً حقيقية, بدلاً من "البضائع" الوهمية المتواجدة بكثرة دائمة في كل شيء في الحياة الاعتيادية. "

بروفيسور سكريدلوف, لقاءات مع رجال استثنائيين  ص. 245-246. 

عودة إلى بداية الصفحة

"نعم, بروفيسور, المعرفة والفهم مختلفين تماماً. الفهم فقط يقود إلى كيان [being], في حين أن المعرفة هي حضور عابر فيه. معرفة جديدة تحل مكان القديمة والنتيجة هي, إذا جاز التعبير,  تفريغ من الفارغ إلى الخالي.
يجب على الفرد أن يسعى للفهم؛ هذا وحده يمكن أن يقود للرب إلهنا.
ولكي يكون من الممكن للفرد أن يفهم ظواهر الطبيعة الآخذة سبيلها حولنا وفقاً أو ليس وفقاً لقانون , يجب عليه قبل كل شيء أن يدرك حسيا ً, ويستوعب بشكل واع ٍ مقداراً كبيراً من المعلومات التي تتعلق بالحقيقة الموضوعية والأحداث الواقعية التي جرت على اليابسة في الماضي؛ وثانيا ً, يجب على الفرد أن يتحمل  بنفسه جميع النتائج للعديد من أنواع التجارب الاختيارية والغير اختيارية."

  الاب جيوفاني, لقاءات مع رجال استثنائيين  ص. 242

 

"ليس من الممكن إعطاء المرء إيماناً. يظهر ألإيمان في المرء ويزداد نشاطه فيه ليس كنتيجة لتعلم آلي, أي, نتيجة لتحقيق آلي من ارتفاع, عرض, سماكة, شكل أو وزن, أو من الإدراك الحسي بواسطة, النظر, السمع, اللمس, الشم أو التذوق, بل من الفهم.
الفهم هو الجوهر المُكتسب من الحقائق المدروسة قصداً ومن العديد من التجارب الممارسة شخصياً."

  الاب جيوفاني, لقاءات مع رجال استثنائيين  ص. 240

 

سؤال: ما مغزى القول: إذا لم يمت الفرد لا يستطيع أن يولد؟
جواب: "جميع الديانات تتكلم عن الموت أثناء هذه الحياة على الأرض. يجب على الموت أن يأتي قبل الولادة من جديد. لكن ما الذي يجب أن يموت؟ الثقة الخاطئة في معرفة الفرد خاصته, حب النفس والغرور. يجب على غرورنا أن ينكسر. يجب علينا أن ندرك أننا آلات معقدة جداً, ولذا عملية الكسر ملزمة أن تكون مهمة طويلة وصعبة. قبل أن يصبح النمو الحقيقي ممكناً, يجب على شخصيتنا أن تموت."

  نظرات من العالم الحقيقي ص.86

 

"الوسيلة الوحيدة الآن لإنقاذ كائنات كوكب الأرض هي غرز عضو جديد في وجدانهم  عضو مماثل لكُندابافِر, ولكن هذه المرة ذا مميزات بشكل أنه أثناء سير عملية البقاء لكل واحد من هؤلاء السيئي الحظ  يجب ان يحس وان يكون مدركاً بموته  إضافة إلى موت جميع من تقع عليه عيناه أو إنتباهه.
فقط إحساس كهذا وإدراك كهذا بإمكانهم الآن أن يهدموا الغرور المُبلور بهم كلياً إلى حد انه الْتهم جوهرهم بالكامل, وأيضاً تلك القابلية لكره الآخرين الناتجة عنه - أي القابلية التي تنشأ العلاقات المتبادلة الموجودة هناك, التي تُستخدَم كسبب رئيسي للشذوذ غير اللائقة للكائنات ثُلاثية - العقول والمُؤذية لهم أنفسهم وللكون برمته."

حكايات بعلزبول ص. 1183

 

"الإرادة هي علامة لكائن من منزلة وجودية عالية جداً بالمقارنة مع رجل عادي. فقط رجال ذوو كيان كهذا يستطيعون أن يفعلوا. جميع الرجال الآخرين هم ببساطة آلات ذاتية الحركة, تدار بواسطة دوافع خارجية كالآلات أو كدمى آلية الساعة, تؤدي دورها بالكمية والمدة التي يعمل بها الزنبرك المشدود, وغير قابلة لزيادة أي شيء لسيران مفعوله."

  نظرات من العالم الحقيقي ص. 71

 

"إيمان عن وعي حرية
إيمان عن المشاعر ضعف
إيمان عن الجسد حماقة.

محبة عن وعي تستدعي نفس الشيء كرد فعل
محبة عن مشاعر تستدعي العكس
محبة الجسد تعتمد فقط على النمط والقطبية.

أمل عن وعي قوة
أمل عن مشاعر عبودية
أمل عن الجسد مرض."

حكايات بعلزبول   ص.361


عودة إلى بداية الصفحة


فن, موسيقى, وحركة


"أنت على حق بقولك أنه هنالك العديد من الآراء المتناقضة حول هذا الموضوع. ألا يثبت ذالك وحده أن الناس لا تعرف الحقيقة؟ بمكان وجود الحقيقة, لا يمكن أن يكون هنا عدة آراء مختلفة. هذا الذي يسمونه الآن فن, كان يخدم في العصور القديمة هدف المعرفة الموضوعية. وكما قلنا عند تكلمنا عن الرقصات قبل لحظة أن الأعمال الفنية مثلت توضيحاً وسجلاً للقوانين السرمدية لمبنى الكون. هؤلاء الذين كرسوا أنفسهم لبحث علمي وبالتالي أحرزوا المعرفة لقوانين مهمة, جسدوا هذه القوانين في الأعمال الفنية كما يفعلون اليوم في الكتب... لم يلاحق هذا الفن هدف"الجمال" أو إنتاج التشابه لشيء أو لأحد. على سبيل المثال, تمثال قديم المبتدع بواسطة فنان كهذا ليس هو نسخة لشكل شخص معين ولا هو تعبير عن إحساس شخصي؛ بل إنه بمثابة تعبير بلغة جسم إلانسان لقوانين المعرفة, أو وسيلة إرسال موضوعي عن حال عقلي. الشكل والأداء, التعبير برمته هو فعلاً وفقاً لقانون."

نظرات من العالم الحقيقي,  ص. 32-33

"تعريف ما أسميه الفن الموضوعي صعب, أولاً لأنك تُنسب للفن الشخصي ميزات الفن الموضوعي, وثانياً لأنك حين تُصادف أعمالاً موضوعية من الفن, تأخذها وكأنها على نفس المستوى كالأعمال الشخصية من الفن... في الفن الشخصي كل شيء يحدث مصادفة. الفنان, كما قلت سابقاً, لا يُبدع, معه "التحفة تُبدع نفسها". هذا يعني أنه تحت سلطة آراء, أفكار, ومزاجات التي لا يفهمها بنفسه والتي لا يوجد له أي سلطة عليها. هم يسيطرون عليه ويعبرون عن أنفسهم بشكل أو بآخر. وعندما يتخذون هذا أو ذالك الشكل مصادفة, هذا الشكل ينتج مصادفة أيضا عن المرء هذا أو ذالك التصرف حسب مزاجه, أذواقه, عاداته, طبع نومه المغنطيسي التي به يقضي حياته, وهلم جراً. لا يوجد شيء ثابت؛ هنا لا يوجد شيء محدد. في الفن الموضوعي لا يوجد شيء غير محدد."

في البحث عن الخارق,  ص.296

"هل تتواجد هذه الأعمال الفنية الموضوعية في اليوم الحالي؟ سألت" "بالطبع تتواجد" أجاب غ "أبو الهول العظيم في مصر هو مثل هذا العمل الفني, بالإضافة إلى بعض الأعمال من الفن المعماري المعروفة تاريخياً, بعض تماثيل الآلهة, وأشياء عدة أخرى. هنالك بُنيات إلاهية وكائنات أسطورية مختلفة التي ممكن أن تُقرأ كالكتب, لكن ليس بالعقل بل بالعواطف, بشرط أن تكون نامية بشكل كاف. في أثناء سفراتنا في آسيا الوسطى, في الصحراء الواقعة في قعر جبال الهيندو كوش [Hindu Kush], وجدنا بُنية غريبة التي ظنناها في البداية بنية لآلهة قديمة أو لشرير. في البداية أعطتنا ألانطباع أنها مجرد تحفة. لكن بعد فترة بدأنا نشعر أن هذه البُنية تحتوي على الكثير من الأشياء, نظام كبير كامل ومركب لعلم الكونيات.بتمهل, وخطوة بعد الأخرى, بدأنا حل شيفرة هذا النظام. وُجد هذا النظام في جسم هذه البنية, في رجليها, في ذارعيها, في رأسها, في عينيها, في أُذنيها؛ في كل ناحية. في التمثال برمته لم يكن هناك أي شيء غير مقصود, أي شيء بدون معنى. وبالتدريج فهمنا هدف الناس الذين أقاموا هذا التمثال. بدأنا نشعر أفكارهم, مشاعرهم. أعتقد بعض منا أننا رأينا وجههم, سمعنا أصواتهم. على أي حال, فهمنا المعنى لما أرادوا أن ينقلوه إلينا عبر الآلاف من السنين, وليس فقط المعنى لكن جميع المشاعر والعواطف المربوطة به أيضاً. كان هذا فن بالفعل! "

في البحث عن الخارق, ص.27

"لكن لم يكن الفن القديم للتذوق, كل من قرأ فهم. في الوقت الحاضر, هذا الهدف للفن نُسي كلياً. على سبيل المثال, خذ الفن المعماري. رأيت بعض الأمثلة في فارس وتركيا -على سبيل المثال, مبنى واحد ذو حجرتين. كل من دخل هذه الحجرات بكى, سواء كان بالغ أو صغير السن, إنكليزي أو فارسي. حدث هذا مع أشخاص ذوي خلفية وثقافة مختلفتين. واصلنا بهذا الاختبار لمدة أسبوعين أو ثلاثة وراقبنا ردود فعل الجميع. كانت النتيجة نفسها دائماً."

نظرات من العالم الحقيقي,  ص. 184

"جميع مفاتيح الفنون القديمة مفقودة, فُقِدت منذ قرون عديدة. ولذالك لم يعد هناك فن مقدس يجسد قوانين المعرفة الكبيرة [Great Knowledge], وبالتالي يخدم ليؤثر في غرائز الجماهير. لا يوجد مبدعون اليوم. كهنه الفن المعاصرون لا يبدعون بل يقلدون. فهُم يُطاردون الجمال والتشابه أو ما يُسمى بالأصلية, بدون امتلاك حتى المعرفة الضرورية. دون أن يعرفوا, وبدون القدرة على فعل شيء بما إنهم يتلمسوا طريقهم في الظلام, يمدحهم الناس فيجعلوهم كاملي الصفات. الفن المقدس تلاشى وترك وراءه فقط الهالة التي أحاطت بخادميه. لا يوجد لجميع الكلمات الحالية عن الشرارة الإلهية, الموهبة, العبقرية, الإبداع, الفن المقدس, أي أساس وثيق- إنها مستعملة في غير زمانها الصحيح. ما هي هذه المواهب؟ سنتكلم عنهم في مناسبة ملائمة. إما وجب أن نسمي حرفة صانع الأحذية فن, أو أن نسمي كل الفن المعاصر حرفة. بأي طريقة صانع الأحذية الذي يخيط أحذية أنيقة موصى عليها بتصميم جميل, موجود بمنزلة أدنى من فنان الذي يلاحق هدف التقليد أو الإبداع؟ مع المعرفة, يمكن لخياطة الأحذية أن تكون فن مقدس أيضاً, لكن بدونها, كاهن الفن المعاصر هو أسوأ من عامل غير بارع."

نظرات من العالم الحقيقي, ص. 35-36

"يوجد في أسطورة أورفيوس [Orpheus] تلميحات للموسيقى الموضوعية, لأن أورفيوس إعتاد أن ينقل المعرفة بواسطة الموسيقى. موسيقة ساحري الأفاعي في الشرق هي مقاربة للموسيقى الموضوعية, طبعاً بدائية جداً. أحياناً كثيرة, إنها ببساطة نغمة موسيقية واحدة طويلة جداً, ترتفع وتنخفض بشكل ضئيل فقط؛ لكن بهذه النغمة الموسيقية الوحيدة تستمر كل الوقت "ثُمانيات داخلية" والحان "ثُمانيات داخلية" التي لا تسمعها الأذنين لكن يشعرها المركز العاطفي. والأفعى تستمع لهذه الموسيقى, أو لنقول بشكل أدق, تشعر بها وتُطيعها. نفس الموسيقى, لكن معقدة أكثر بقليل, وسوف يطيعها البشر."

في البحث عن الخارق,  ص. 297

"في أيام الأحد, أي, في الأيام المكرسة للموسيقى والغناء, أنتجت الكائنات المتعلمة التابعة لهذه الفرقة أولاً على آلات منتجة- الرنين وثم بأصواتهم, كل نوع مما يُسمى "لحن" ومن ثم شرحوا لجميع الكائنات المتعلمة الأخرى كيف أشاروا, من خلال هذه الأعمال خاصتهم, لأي شيء تمنوه . وقصدوا أيضاً أن يغرزوا أعمالهم هذه في عادات شعوب متعددة, على أمل أن هذه "الألحان" التي أبدعوها, بنقلها من جيل إلى جيل, ستبلغ رجال أجيال المستقبل,الذين بعد حلها, سوف يكتشفوا المعرفة المطروحة بها التي قد سبق ووصلت على الأرض سابقاً, وسوف يستعملوها لإفادة وجودهم العادي. "

حكايات بعلزبول, ص. 488


ترجمة: طوني لحود

عودة إلى بداية الصفحة


عودة الى الصفحة السابقة


1.  قانون المجموعة الثُمانيّة معروف أيضاً بالأسم قانون السبعة (Law of Seveness), أو قانون سباعي الدرجات (Law of Sevenfold).
    في حكايات بعلزبول لحفيده يسمي غوردجييف هذا القانون: قانون الهيبتابارابارشينوخ (Law of Heptaparaparshinokh أو
   Law of Sevenfoldness)
    للمزيد عن هذا القانون نوصي بقراءة المقطع بين الصفحات 122 و 137 من كتاب: In Search of the Miraculous.

الرئيسية | مقدمة | الحركات | الموسيقى | كتاباته | قراءات | تلاميذه | عمل المجموعات | خاص بنا

عن هذه النشرة | اتصل بنا

كافة الحقوق محفوظة ©