عن هذه النشرة  |  اتصل بنا 

 

عودة الى الصفحة السابقة


تذكر العمل الداخلي

جازمين هيوورث

جازمين هيوورث, تلميذة مباشرة للسيد غوردجييف, كانت تعلم الحركات في أوروبا وفي الولايات المتحدة منذ عام 1924 وحتى وفاتها عام 1984. إليكم حديث ألقته في مؤسسة غوردجييف في نيويورك في أوائل سنوات الثمانين.

كلنا نعلم أن السيد غوردجييف اعتبر نظام الحركات جزأ أساسياً من تعاليمه. لقد مر الآن أكثر من 60 عاماً منذ بدأ تعليم الحركات للفرق. كان هذا عندما كان السيد غوردجييف في تبليسي (Tiflisi). فقد أعطى تلاميذ مدام دي سالزمان بعض التمارين للانتباه والتناسق. لاحقاً, هذه التمارين أصبحت إلزامية لكل من أراد أن يدرس معه. عندما, خلال الثورة, استطاع أن يهرب من روسيا مع بعضاً من تلاميذه, علمّ السيد غوردجييف هذه الفرقة تعديلات من حركات الدراويش وطقوس مقدسة كان قد شاهدها في آسيا الوسطى. لكي يثير الانتباه في العمل, عُرضت هذه الحركات للجمهور في القسطنطينية. وبعد مرور سنتين, عندما قدم إلى فرنسا وعمل في البريري (Prieure) (موقع معهده – ملاحظة المترجم) مع تلاميذه الروس وبعض التلاميذ الإنجليز, حضّر السيد غوردجييف برنامج شامل أكثر من "الرقصات المقدسة" التي عُرضت في مسرح ال Champs Elysees في باريس. في سنة 1924 قدم إلى أمريكا وقدم عروض في نيويورك, فيلاديلفيا, شيكاغو, وبوسطون. وهذه الحركات محفوظة منذ ذالك الحين.

في صيف 1924 ولاحقاً, عندما كان السيد غوردجييف يكتب "حكايات بعلزبول لحفيده" مورست هذه الحركات بشكل منتظم, في البدء هنا في نيويورك (منذ عام 1925) من قبل فِرق التابعة لأوراج, بعدها في إنكلترا (من 1936 وحتى 1938) من قبل فِرق أوسبنسكي, وفي باريس من قبل فِرق مدام دي سالزمان. وقبل بدأ الحرب العالمية الثانية بقليل تابع السيد غوردجييف تعليمه واستمر في العمل في باريس رغم الاحتلال الألماني.

كانت هذه فترة رائعة, فقد أبدع عشرات التمارين, تركيبات وتسلسلات, حُسبت رياضياً, صممت لتساعد في إبقاء الانتباه ولفهم ما نطلق عليه الآن "إحساس", لتزويد صدمات وانطباعات جديدة, ولحَث في البداية مشاعر معينة وأحوال أكثر رابطة للجأش (collected). عدد كبير من هذه التمارين, مثل تمرين "التاسع والثلاثون" وتمارين أخرى, كان قد تركها معنا هنا في نيويورك في ربيع 1949, بعض شهور قبل وفاته, وهذه الحركات تُدرس هنا منذ ذالك الحين.

بعضاً منكم كان قد عمل مع السيد غوردجييف في ذالك الوقت وبعضاً عمل منذ ذالك الوقت. جميعكم, أظن, وجد بدون شك انه من خلال ممارسة الحركات يكون للفرد اختبارات مباشرة التي تؤدي, طريق الجسد والمشاعر, إلى فهم العديد من فِكَر العمل. عدم وجود هذه الوسيلة, يمكن للفكَر ببساطة أن تبقى نظرية فقط.

نحن ندرك في الحركات أننا قلما نكون يقظين لحياتنا – الداخلية والخارجية. نرى أن ردود فعلنا تُؤدى بطريق اعتيادية ومشروطة؛ فنصبح مدركون أن ثلاثة مراكزنا الرئيسية: الرأس, الجسد, والمشاعر, قلما تعمل معاً أو بإنسجام. نبدأ بالمحاولة أن نتحرك قصداً - ليس آلياً – ونكتشف في داخلنا إمكانيات عديدة غير متوقعة حتى تلك اللحظة. نجد أنه باستطاعة الفرد أن يُجمّع انتباهه؛ أنه باستطاعة الفرد أن يكون يقظ أحياناً وله إحساس شامل بنفسه؛ أنه ممكن لسكون العقل, للوعي من الجسد ولإثارة المشاعر أن تظهر معاً, وأنه هذا يُنتج حالٍ أكثر كامل من الانتباه والذي به ممكن الإحساس بقوة الحياة, وممكن للفرد أن يكون حساس أكثر للتأثيرات العليا. هكذا, ممكن للفرد أن يتذوق إمكانية عيش الحياة بشكل مختلف.

من أجل ذالك, الحركات مقدسة بالنسبة لنا. بمساعدة مادام دي سالزمان والمعلمون الذين ترسلهم من باريس, نحاول أن نبقي هذه الحركات نقية كما أُعطيت لنا في البداية وأن نحميها من التشويه والخرافات.

في هذا المساء ستشارك صفوفنا معكم العمل الذي يفعلونه في الحركات في الوقت الراهن. نرغب أن نشارك معكم ذكريات السيد غوردجييف – كيف, عندما كان يملي سلسلة من وضعيات وإيقاعات جسمانية التي بدت مستحيلة التنفيذ, كان يحترم الجهود الفردية ويساعدنا لنتذكر هدفنا الحقيقي بتكراره: " تذكر العمل الداخلي, تذكر العمل الداخلي".

لهؤلاء المشاهدين, لعلهم يحاولوا أن يحلوا المعاني الكامنة بالتمارين؛ بالأخص في حركات الفرقة – اللغة التي استعملها السيد غوردجييف معبراً طريق هيئتها – حقائق – حقائق إنسانية – حقائق كونية, قوانين التي اكتشفها خلال حياة من البحث والتضحية. مرة أخرى نتذكر أنه أحياناً, عندما كان باستطاعتنا أن نتدبر بصعوبة أداء سلسلة تضاعف صعبة, أو حركة أخرى المؤسسة على ال Enneagram, عندما شاهدنا السيد غوردجييف نؤدي التصميم أو مخطط الحركة بالتقريب, كان لمفاجأتنا يتلو بصوت عال: "برافو, برافو".

ترجمة: سوسن لحود



1. تُرجم المقال ونشر هنا بإذن مباشر من دوشكا هيوورث Dushka Howarth.

2. Enneagram هو رمز إيزوتيريكي أتى به غوردجييف من أحد مدارس الإيزوتيريك النائية والمستترة. وكان أول من كشفه للعالم في أوائل القرن العشرين. ككثير من الرموز الإيزوتيرية يحتوي الأينياغرام على معرفة كامنة التي ممكن نيلها إذا وصل الفرد لدرجة معينة من التطور. للمزيد عن هذا الرمز, وعن رموز إيزوتيرية أخرى نوصي قراءة الفصل الرابع عشر من كتاب في البحث عن الخارق ص 377.

الرئيسية | مقدمة | الحركات | الموسيقى | كتاباته | قراءات | تلاميذه | عمل المجموعات | خاص بنا

عن هذه النشرة | اتصل بنا

كافة الحقوق محفوظة ©